اخبار الرياضة

الداغستاني يكتب.. رونالدو في بغداد،، رحلة من الحلم إلى الواقع

الداغستاني يكتب.. رونالدو في بغداد،، رحلة من الحلم إلى الواقع

تخيل أن نجم الكرة العالمي “كرستيانو رونالدو” يزور العراق برفقة فريق النصر السعودي لخوض مباراة ضد فريق الزوراء ضمن منافسات دوري ابطال آسيا في ملعب الزوراء بمنطقة الشالجية في بغداد ، يصطحب معه زوجته “جورجينا” في رحلة لم تكن في الحسبان ولا تشبه سواها .
يبدأ جولته في العاصمة باختيار باب الشيخ وجهة اولى ثم يمر على باب المعظم ويتجول في الباب الشرقي ليستقر بعدها في الكرادة داخل حيث يلتقط صورة تذكارية امام تمثال كهرمانة والاربعين حرامي ويتأمل نصب الحرية باندهاش كمن يرى تاريخاً يتجسد امامه .
في صباح اليوم التالي يطلب تناول فطور بغدادي اصيل من الصدرية “قيمر وكاهي” من محل رسول ويشرب الشاي المهيل من ابو صابرين الجايجي في مشهد يجمع بين بساطة بغداد وكرم اهلها .
يتوجه بعدها الى سوق الشورجة قلب بغداد التجاري ويمر من هناك الى سوق الصفافير ليقف مبهوراً بصوت الطرقات على النحاس ودفء المشغولات اليدوية ومنها ينطلق الى سوق الهرج في ساحة الميدان يشتري بعض التحف والانتيكات ، ثم يقف فجأة امام محل تسجيلات جقماقجي ليطلب اسطوانة نادرة للمطربة البرتغالية “اماليا رودريغز” فيفاجئه صاحب المحل نجم جقماقجي بانها ضمن ارشيفه ويهديها له دون مقابل فيرد كرستيانو بابتسامة امتنان قائلاً هذه لفتة لا تنسى .
يواصل جولته ليصل الى شارع الرشيد حيث يتوقف امام مقهى الزهاوي التاريخي يجلس قليلا يتأمل الصور القديمة والتحف المعروضة يرتشف القهوة العربية المرة بإعجاب ثم ينهض متجهاً الى شارع المتنبي ذلك المكان الذي طالما حلم بزيارته يخبر جورجينا انه يبحث عن ملحمة لوسياديس للكاتب البرتغالي الشهير “لويس دي كامويس” وبعد جولة قصيرة يجدها ويقرر اقتناءها لكن البائع يرفض استلام ثمنها ويعتبرها هدية من بغداد الى النجم العالمي .
يكمل طريقه حتى يصل الى تمثال الشاعر ابي الطيب المتنبي فيصيح مندهشاً ها هو المتنبي الذي طالما قرأت له ابياتا مترجمة ، يطلب من جورجينا التقاط صورة معه قبل ان يغادر المكان وقد امتلأت عينيه بالدهشة والإعجاب .
ينزل الى ضفة دجلة ويقرر القيام بجولة نهرية في زورق حجي جوقي ، يقول لجورجينا : كنت احلم ان اشرب من هذا النهر منذ كنت صغيراً هذا هو النهر الذي قرأت عنه في كتب التاريخ وسمعت عنه الكثير من الروايات .
قبل العودة الى فندق بغداد في شارع السعدون يتوجه الى مطعم فالح ابو العمبة لتناول سندويشة فلافل مع العمبة البغدادية وهو يقول : هذه اللحظة انتظرتها طويلا لقد مللت من اللحوم والاسماك والدجاج والوجبات الفاخرة ومع كل قضمة يغمض عينيه متلذذا بطعم لن ينساه .
بعد عودته الى الفندق تغلبه مشاعر حب لبغداد ودفء اهلها فيطلب من ادارة نادي النصر السعودي تمديد اقامته لاسبوع اضافي فهو لم يزر بعد الفضل والكفاح والبتاوين وغيرها من احياء بغداد العريقة التي تتنفس تاريخاً وتحكي روايات لا تنتهي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى